ســـنبقى على العهد يا أقـــــــصى
ما أروع ان يترعرع كل طفل منا وينمو في داخله حب الأقصى والتعلق به حتى يصبح شابا يحمل في قلبه حب الأقصى المبارك ، ومسؤولية الحفاظ والدفاع عنه ، وأن يكون مدركا لأهمية المسجد الأقصى من الناحية الدينية ، والتاريخية ، والحضارية.
نعم ، أنت يا من جعلت الأقصى زهرة في قلوب الأطفال ، أنت يا من أشعرتنا أن هناك أمانة في أعناقنا ، لا بد أن نحافظ عليها ، أنت يا من حذرتنا من التقاعس عن الرباط في بيت المقدس ، بأرض الإسراء والمعراج ، مسرى الهادي (ص) ومعراجه .
أنت يا من سيرت « البيارق » لتصل الأقصى من هذه الأرض المباركة .
أنت يا من زرعت البسمة على وجوه الأطفال ، والأيتام ، وقدمت على اغاثة المحتاجين والمساكين من أبناء شعبنا الذي يعاني الأمرين من الاحتلال ، والجري خلف لقمة عيش يسد بها جوعه .
يا من أرشد آباءنا وأمهاتنا لتربية أولادهم وفق كتاب الله ، وسنة نبيه (ص) ، وعلى القيم النبيلة السامية التي أمر بها ديننا لنكون بذلك مجتمعا يترعرع على محبة الله ونبيه وقرآنه متمسكا بدينه وجذوره .
فيا شيخ الأقصى رغم بعدك عن أجسادنا ، فاعلم ان قلوب الأطفال قبل الكبار مشتاقة اليك ، تنتظر بلهف وشوق اليوم الذي سيفك به أسرك على أحرّ من الجمر ، لتشارك أطفالك باحتفالاتهم بصناديقهم في مهرجان صندوق طفل الأقصى ، ونصرة قضيته .
وها هي حصالاتنا الصغيرة ، وقد ملأناها بمصروفنا ، خلال سنة مرت بطولها وعرضها ، ملأناها بخالص الحب ، نقدمها رخيصة من أجلك يا أقصانا الحبيب ، وسنظل على العهد ان شاء الله ماضون نؤثرك على نفوسنا ، نكبر كل يوم ويكبر في قلوبنا حبك وروح الانتماء اليك .
نعم ، نعم نحن الاطفال الصغار ، لم نتردد أن نكون من روادك السباقين الى اعماره ، ونصرة قضيته التي هي قضية كل مسلم .
فها نحن فلذات اكبادكم وبراعمكم ، أشبال الحاضر والمستقبل نرتب كل الأوراق ، ونقول للمتخاذلين من ابناء امتنا بئس قوم ظالمين .
وأصرخ وأصرخ بأعلى صوت حتى يبلغ الصدى الى عمق الحناجر ، وليسمع أصحاب العروش و«الكروش» فأقول لهم ، فان عجزت همتكم وتخاذلت مروءتكم ، فأدرتم ظهوركم لأولى القبلتين ، فنحن الأطفال أكبر منكم ، وأكبر من سيادتكم ، وأكبر من تيجانكم ، ونفوسنا أكبر من نفوسكم ، وإن كنا لا نملك إلا المال اليسير ، سيكون هذا اليسير بإذن الله ، نصرا ودعما لقضية أنتم نائمون ومتخاذلون عنها .
فأنتم يا أحبابنا، وأهلنا ، وأطفالنا ، يا من تفترشون ساحة هذا المسجد لنجدد معا البيعة لله ولرسوله ، والولاء لهذا الدين العظيم ، مر العصور ، لنقول له ، عشقناك صغارا ، وكبارا، لأنك آية في كتاب الله ، عشقناك لأنك شقيق الحرمين ، عشقناك لأن حبك عقيدة وانتماء وهوية .
واخيرا نستودعكم الله مع موعد آخر بإذن الله ، والتسابق مع الخير والأجر العظيم .
الله اكبر ولله الحمد .