( ابو مصعب الزرقاوي نسبه ونشأته)
أحمد فضيل نزال زبّود الخلايلة،أبو مصعب الزرقاوي تكنى بها في الجهاد الأفغاني لمدة ثلاثة سنوات ونصف ، عرف بهذه الكنية على نطاق واسع، عاد إلى الأردن في منتصف عام (1993) بعد سنوات طويلة من جهاده، وبعد تسعة شهور من مجيئه إلى الإردن رزق مولودا أسماه محمد وذلك لرؤيا رأتها شقيقته فيما بعد، بأنه يولد له غلاما اسمه محمد، جاءه المولود أثناء مطاردة الأجهزة الأمنية له، والتي استمرت ثلاثة أشهركان يحمل خلالها سلاحا. لم يكن يعرف أو ينادى بكنية " أبو محمد الغريب" في أفغانستان .عرف بها في السجن ونادرا ما كان ينادى بها، وأحيانا كان يكتب ويذيل أوراقه ورسائله بأبي محمد الغريب. اشتهر الزرقاوي بأبي مصعب الإسم الذي اشتهر به في افغانستان،وحينما جاء الأبن الثاني لأبي مصعب قالت له والدته سميه مصعب. والزرقاوي هو نسبة الى مدينة الزرقاء مسقط رأسه التي ولد فيها ، في الثلاثين من تشرين الأول عام 30\10\1966. تبعد مدينة الزرقاء عن العاصمة عمان نحوعشرين كلم . ولد الزرقاوي في أسرة ميسورة الحال، ومحافظة تنتمي إلى عشيرة الخلايلة،إحدى عشائر بني حسن وهي كبرى عشائر الأردن . استوطنت بعض هذه القبائل في المدن الكبرى كالزرقاء وجرش والمفرق . نشأ أبو مصعب في بيئة محافظة يغلب على عائلته طابع التدين الموروث، والذي يكسب المسلم بطبيعة الحال التزاما بعادات وتقاليد سامية، هي من الاسلام بمكان، وتكاد يغلب على طابع هذه العائلة نشأة فطرية ودينية مكتسبة، حيث تتكون هذه العائلة من والدين وثلاثة إخوة وسبع شقيقات. وأكاد أقول إن الأم وبناتها السبع، كأنهن نسخة واحدة في الأدب والخلق والتربية والتدين والصلاح، بل يضرب بأمهن وبهن المثل عند معارفهن وأقرابائهن، حتى وصل الحال ببعض أقربائهن، أنهم لا يعرفون أن في تلك الاسرة نساء، وذلك لقلة خروجهن واحتجابهن عن مخالطة الآخرين، فقد كان يشعر أن شقيقاته يقتربن من كمال النساء النسبي مقارنة مع بنات جنسهن، ويعجب لدماثة أخلاقهن وأدبهن جميعا. وقد كان يحفظ لأخواته هذه الأخلاق، ويقول:" إنني أعجب من أخواتي"، وذلك لتميزهن وشدة ألفتهن وأتلافهن، ومحبتهن لأمهن ولبعضهن البعض، ولقد أحب أمه وشقيقاته حبا جما. كان يقول دائما لشقيقته آمنة أم قدامة:" لم أرى علاقة كعلاقة أخواتي، كان يحبهن ويفتخر بهن ويرى ، أنهن يذكرنه بأمه في أخلاقهن ويعجب لسموهن وأدبهن، ولقد سماه بعض إخوته المجاهدين بالصياد أي يبحث لأخواته عن طراز معين من الرجال، تميّز أبو مصعب باتصافه كثيرا بالعطف والحنان على والديه منذ صغره وحتى كبر، ولا يتحمل أن يرى دموعا تنزل من أمه ، وكان بارا بأمه رحيما بحالها وعطوفا عليها، وعلاقته العاطفية بوالدته به قوية، والدته كانت محبتها متميزة له وتدعو له كثيرا بالفرج، وأن يحفظه الله بملائكة الأرص والسماء حتى في الساعات الأخيرة من خروج روحها، توجهت إلى القبلة وكانت تدعو لها بهذا الدعاء، وتقول :"حرمت منه بالجهاد والسجن فهل يا ترى أراه قبل أن أموت". وحين ذهبت معه أمه إلى باكستان ، مرضت مرضا شديدا فخاف وحزن عليها كثيرا، وكان يبكي ويقول:" هل تموت أمي هنا فادفنها" ، ثم شفاها الله ،وحين عادت إلى الأردن، كان لا يحب أن يدخل غرفتها التي كانت بها، واذا دخلها بكى، لقد كان بارا بوالده، وحنونا على والدته ويداعبها كأنها طفل صغير ويلاطفها حتى عندما كان في السجن . كانت أمه مدرسة، ولقد تربت منذ صغرها تربية أهل البادية التي في جوهرها مكنونات الدين ومعادنه ، كان لوالدته اثر كبير في حياته، فقد كانت طويلة الصمت، كثيرة العمل ،طبيعتها كتلة حنان ومودة، ولقد أرهقت حياتها في خدمة زوجها الوجيه المضياف، وتصل الليل بالنهار في خدمة الناس والقيام بحقوق الضيافة، فهي عاملة وذكية وصاحبة إكرام للضيف، تعلمت هذا كابرا عن كابر، ولقد كان اهانة لها عدم اكرامها لضيفها، حتى لو لم يكن عندها شيء فتستدين لتكرم الغير، و كنت اعجب منها، كيف يكفيها خمسين دينار، ويؤم بيتها من لا يكفيهم مئات الدنانير ، ولكن عجبي ينقضي حين أعلم من هي، فقد كانت متوكلة على الله ، فكفاها الله المؤنة وكفاها الحاجة، حزنت عليها كثيرا ببعد ابنها عنها، كانت تحب الذهاب للعمرة أو الحج ،قد كنت عزمت الذهاب معي إلى العمرة، ولكن ظروف التأشيرة حالت دون ذلك، فقالت لي يا عمتي بلسان العوام : "لايسير العبد حتى يسيره ربه" فقد كنت أعتبرها كأمي، وكانت تعتبرني كأبنها، وتقول لي:" أنت عندي مثل أحمد ابني" كان أبو مصعب كان بارا بها وبوالده فقال لأحبته من المجاهدين أن يحجوا عن امه وأبيه، فقاموا بالحج عن أبيه وأمه. أثرت شخصيتها البسيطة التي بنيت على التوكل في ابنها، حيث قامت بتربيته. يذكر دائما والدته ولا ينساها أبدا ،كانت حريصة حرصا شديدا عليه، وتزوره في السجن بعد تجشم الصعاب كي تكتحل عينها برؤيته ، ففي الوقت الذي تكون زيارة لوالدته، يتزين لها ويلبس أجمل الثياب وأفضلها حين يعلم أن أمه قادمة اليه ، ويضع أجمل الطيب فيتعجب إخوته منه ويستغربوا فهو لا يفعل هذا الشيء ذاته لزوجته، فيقولون له :" لماذا تفعل ذلك ، فيقول أبو مصعب :"اليوم زيارة أغلى الغوالي أمي"، ويخبرهم انها أمه قادمة إليه، ويقول كثيرا:" يا أمي أتمنى أن أخرج من السجن وأقبل قدميك وأبقى تحتهما وأعوضك عن الذي مضى" ، كان مرحا معها ويدخل السرور على قلبها ، ويقول لها كذلك:" يا أمي لا تطلبيني طلب بلا ءأمريني أمر ، قولي يأ أحمد أحضر كذا فلك السمع والطاعة، ، ولقد كانت تحظى بمشاعر فياضة من الحب والوفاء في ذاكرته ووجدانه، كان يشعر بفراغ في قلبه لأمه. تقول شقيقته مريم :"كان يتمنى أن تعود الحياة منذ الصغر ليرى مراحل حياته مع والديه وأهله ، كانت ذكراهم تملؤه شوقا وحبا ، يتمنى أن يراهم ويتملى منهم ويبقون شاخصين أمام عينيه ينظر لهم متى أحب" تقول عنه شقيقته أم قدامة منذ أن التزم لم يترك قيام الليل، وكنت أصحى عليه في الليل وأراه يصلي ويطيل الصلاة، وغالبا ما كنت أصحى من النوم، فأجده قد وضع لي تحت مخدتي دينارا أو نصف دينار، حيث كان هذا دأبه معي ومع شقيقاته.وتذكرعنه شقيقته ماجدة فتقول " أما عن عواطفه تجاه أمه أخواته لقد كان حنونا برا كريما في أمه وأخواته ، شديد الود والحب لهن ويحافظ على ودهن وكان لا يشتري أغراض لبيته الا وأحضر لوالدته مثله، جزلا معطاء لوالدته وأخواته ، وكان بعض أخواته يسكن في مناطق بعيدة عن الزرقاء ولا يشعرن " بالغربة، فلا يكادا يغيب عنهن حتى يعود مجددا ودائما معطاء بالفلوس، كان كان يحب أخواته جدا ويتشوق للجلوس معهن والحديث اليهن، ويرى أنهن صاحبات مستوى رفيع وخلوقات، ويقول عنهن دائما الطاهرات وكان لهن بمثابة الأب الحنون العطوف على بناته ويقول لهن أنتن أغلى عندي من بناتي" ولأبي مصعب سبع شقيقات أصغرهن زوجة شقيق دربه وتوأم روحه أبو القسام ..وتضيف شقيقته فتقول"
كانت شخصية الزرقاوي تسير نحو الفهم العميق للأسلام والعمل الدقيق للاسلام بخطى حثيثة ومتئدة وقام بالتاثير على أخوانه وأهل بيته فجلهم قد التزم التزاما صحيحا .وكان حياؤه عجيبا فلا أدري من أي طينة من الحياء خلق أن جاز التعبير كان لا يقبل مخالطة الرجال بالنساء أو الإختلاط بالنساء كان يغيير المنكر بعينيه بعض الأحيان كان ابو مصعب يصل رحمه كثيرا ويقوم بمساعدة المحتاجين منهم ، وله جولات كثيرة عليهم وله معهم مواقف لا ينسونها ولم يكن لينسى النساء الكبارمن خالاته وعماته وبعض اقربائه، كان يفعل تماما كما كان الرسول عليه السلام والصحابة من قبل يصلون أرحامهم ، حتى وصل به الحال أن يصل رحمي أمي وجدتي ، فكانت جدتي البالغة من العمر مائة سنة ،تدعو له، وتحبه وتذكر صفاته، وكانت تقول عن أبي مصعب "أبو مسعد" وقد توفيت عام (2000) ، كان يصل أمي التي تدعوا له دائما بدعاء أمه فتقول اللهم احفظ ابن" دلة" بملائكة السماء والأرض، و"دلة" هي والدة ابو مصعب والدلة رمز الجود والكرم عند العرب. عرف عنه منذ صغره بذكائه المتميز بين إخوته.. تزوج من ابنة خالته يتيمة الأب وأنجبت له ابنتان وولدان ومحمد ومصعب آمنة وروضة ثم تزوج أبنة الشهيد ياسين جرّاد وانجبت له زوجته إسراء جارية أسمتها إسلام وذلك في رسالة أرسلها لأمه رحمة الله عليها ، وكذلك سمعنا عن أنجاب زوجته إسراء غلام. في العراق تزوج الزرقاوي عراقية وسمعنا أخبارأنها إنجبت غلام .استشهدت العراقية مع الزرقاوي رحمه الله...كان أبو مصعب في صغره يلعب مع أصحابه الكرة، والده معجب بشخصية ابنه أحمد ويدعو له بالتوفيق والهداية دائما، ويقول عنه:" هذا طير شلوى "أي أنه مرزوق حيثما حل ينفع وينتفع. كان والده غنيا كريما وسخيا، وله اراض كثيرة في حي رمزي، ويشهد كثيراممن اشتروا تلك الأراضي أنه كان معهم سمحا ورحيما، ويتجاوز عن المعسرين منهم، ويسامح من لا يستطيع أن يدفع ما بقي عليه. ولقد زوج أخواته الثلاثة لمجاهدين اثنان منهم أصحاب بلاء وابتلاء، وهما أفضل مني ولا أساوي شيء بجنابهم ، أحدهم اسمه خالد العاروي أبو القسام وكان مجاهد قديم سجن في إيران بحجة الأنتماء إلى تنظيم القاعدة وهو لم يكن ينتمي الى القاعدة إنما دافع عن بلاد الإسلام أفغانستان شأنه كشأن أي مجاهد. وأما المجاهد الاخر فهو أشرف أبو إبراهيم هيثم عبيدات وهو مجاهد قديم كان صاحبا لأبي مصعب قبل زواجه، وجارا له يسكن قريبا منه، ويراه كثيرا، ترافقا رحلة الجهاد في أفغانستان ثم زوجه اخته، وكانت طريقة زواج أشرف أبوإبراهيم من شقيقة أبا مصعب تدل عظم هذه الشخصية وسموها حيث اتصل الزرقاوي بأشرف في الصباح الساعة السادسة والنصف وقال له :"بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أعرض عليك شقيقتي للزواج" وقد تكرر الأمر كذلك مع صاحبه ورفيق دربه منذ الصبا أبو القسام خالد العاروري حيث عرض عليه شقيقته. كان حنونا ورقيقا في تعامله مع الاطفال، ويبش في وجوههم ويحملهم ويلاعبهم ولا يستاء من إزعاجهم وضوضائهم مهما فعلوا ويحرص على شعورهم، كانت شقيقته زوجتي تحبه حبا جما وهو يبادلها ذلك الشعور وزيادة، بل كنت أحيانا اقول عن زوجتي أمامه ممازحا أياه وأياها :"إنها تحابك اكثر مني" فاشعر بسروره من قولي، وما يزيده ذلك الا حبا لها واعجابا بها. كان ذواقا في الطعام والشراب ويحب من الطعام الملفوف ويتميز في حبه، كذلك يحب المنسف باللحم البلدي، ومن عاداته أنه يشرب الحليب طازجا بعد أن يعود من صلاة الفجر، وكذلك الأمر في ملبسه حيث الذواق في اختيار ملابسه بالوانها وموديلاتها مرتبة وجميلة وفي يوم الجمعة يحرص أن يرتدي الدشداش ذا اللون الأبيض تيمنا بالرسول صلى الله عليه وسلام. كانت شخصية الزرقاوي تسير نحو الفهم العميق للأسلام والعمل الدقيق للاسلام بخطى حثيثة ومتئدة وقام بالتاثير على أخوانه وأهل بيته فكلهم قد التزم التزاما صحيحا. كان حياؤه عجيبا فلا أدري من أي طينة من الحياء خلق أن جاز التعبير كان لا يقبل مخالطة الرجال بالنساء أو الإختلاط بالنساء كان يغيير المنكر بعينيه بعض الأحيان.
رحمك الله يا ابا مصعب
[/center]